قوله: "ولا تأكلوا في صِحَافها"، (الصَّحاف): جمع صَحْفة، وهي القَصْعة.
"فإنَّها لهم"؛ أي: فإنَّ صِحافَ الذهب والفضة للكفار في الدنيا وهي للمؤمنين في الآخرة.
* * *
٣٢٨٨ - عن أَنَسٍ - رضي الله عنه - قال: حُلِبَتْ لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شاةٌ داجِنٌ، وشِيبَ لبنها بماءٍ مِنَ البئرِ التي في دارِ أنَسٍ، فأُعْطِي رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - القَدَحَ فشربَ، وعلى يَسارِهِ أبو بكرٍ وعنْ يمينِهِ أعرابيٌّ، فقال عمرُ: أعطِ أبا بكرٍ يا رسولَ الله، فأعطَى الأعرابيَّ الَّذي على يمينِهِ ثمّ قال: "الأَيمنُ فالأَيمنُ".
وفي روايةٍ: "الأَيْمَنونَ الأَيْمَنونَ، ألا فيَمِّنوا".
قوله: "وشِيب"؛ أي: وخُلِط.
"الأيمن" يجوز نصبه على أنه مفعول؛ أي: قدِّموا الأيمن، ويجوز رفعه على أنه مبتدأ؛ يعني: الأيمن خير.
"فيمِّنوا"؛ أي: فابتدءوا بالأيمن، وهو اليمين.
* * *
٣٢٨٩ - عن سَهْلِ بن سَعدٍ قال: أُتيَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقَدَحٍ فشَرِبَ منهُ، وعنْ يمينِهِ غُلامٌ أصغرُ القومِ، والأشياخُ عن يَسارِهِ، فقال: "يا غُلامُ أتأْذَنُ لي أنْ أُعْطِيَهُ الأشياخَ؟ " قال: ما كنتُ لِأوثِرَ بفضلٍ منكَ أحدًا يا رسولَ الله. فأعطاهُ إيَّاه.