وكذلك من شَبَّه نفسه بالفُسَّاق، ومن شبَّه نفسَه بالنساء في اللباس وغيره فقد أَثِم.
* * *
٣٣٥٩ - وقال:"مَن تركَ لُبْسَ ثوبِ جَمالٍ وهو يقدرُ عليهِ - ويُروَى: تَواضعًا - كساهُ الله حُلَّةَ الكرامةِ".
وقال:"مَن زَوَّجَ للهِ توَّجَهُ الله تاجَ الملكِ".
قوله:"كسَاه الله حُلَّة الكَرامة"؛ يعني: من ترك ثوبَ زينة مع القدرة عليه أكرمه الله وألبسَه من ثياب الجنة.
روى هذا الحديث معاذ بن أنس.
* * *
٣٣٦٠ - عن عمرِو بن شُعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله يُحِبُّ أن يَرى أثرَ نِعمَتِهِ على عبدِه".
قوله:"أن يرى أثرَ نعمتِه على عَبْدِه"؛ يعني: إذا آتى الله عبدًا من عباده نعمةً من نِعَم الدنيا فليُظْهِرْها من نفسه بلبس لباسٍ يليق بحاله إذا لم يكن ذلك اللباسُ محرَّمًا، ولتكنْ نيتُه في لبس ذلك اللباس إظهارَ نِعَمِ الله ليقصِدَه المحتاجون لطلب الزكاة والصدقات، ولا يجوز أن يكتُم نِعَمَ الله بحيث لا يعرفُه المحتاجون، ولا يَصِلُ منه خيرٌ إلى الناس، وكذلك العلماء لِيُظْهروا علمَهم ليعرفَهم الناسُ ليستفيدوا من علمهم.
* * *
٣٣٦١ - عن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: أتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - زائِرًا، فرأَى رجلًا شَعِثًا قد تفرَّقَ شَعرُهُ فقال:"أَما كانَ يجدُ هذا ما يُسَكِّنُ بهِ رأسَهُ"، ورأَى رَجُلًا عليهِ ثيابٌ وَسِخةٌ فقال:"أَما كانَ يجدُ هذا ما يغسلُ بهِ ثوبَهُ".