قولها:"قَدِمَ بَزٌّ من الشام"، (البز): الثوب؛ يعني: أتى تاجرٌ بثوب من الشام.
قولها:"لو بعثتَ إليه فاشتريتَ منه ثوبينِ إلى المَيْسرة"، (الميسرة)؛ أي: الغِنَى، جواب (لو) محذوف؛ يعني: لو أرسلت إلى ذلك اليهودي واشتريتَ ثوبين بثمن مؤجَّل إلى أن يحصل لك شيء من المال لَكانَ حسنًا حتى لا يتأذى بهذين الثوبين القِطْريين، وكان القِطْريان من الصُّوف، وهذا البَزُّ كان من القُطْن، فاستحسنت عائشةُ هذا البَزَّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون القِطْر.
قوله:"قد علمتُ ما يريدُ"؛ يعني: قال ذلك اليهوديُّ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: علمتُ ما تريد، إنما تريد أن تأخذ مني الثوبَ ولا تؤدي ثمنه إليَّ.
قوله:"قد عَلِمَ"؛ يعني: علم ذلك اليهوديُّ أنِّي أتقى الناسِ وأحسنِهم وفاءً بالعهد والأمانة؛ لأنه قد قرأ في التوراة صفتي، ولكن إنما يقول:(يريد أن يذهبَ بمالي) مِنَ الحسد.
* * *
٣٣٧٢ - عن عبدِ الله بن عمرِو بن العاصِ - رضي الله عنه - قال:"رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وعليَّ ثوبٌ مَصْبوغٌ بعُصْفُرٍ مُوَرَّدًا فقال: "ما هذا؟ " فعَرَفْتُ ما كرِهَ، فانطلقتُ فأحرقْتُه، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما صنعتَ بثوبكَ؟ " فقلتُ: أحرقتُه، قال: "أَفَلَا كَسَوْتَهُ بعضَ أهلِكَ، فإنه لا بأسَ بهِ للنِّساءِ".
قوله: "مُوَرَّدًا"؛ أي: أحمر كلون الورد.
* * *
٣٣٧٣ - عن هلالِ بن عامرٍ - رضي الله عنه -، عن أبيه قال: رأيتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بمِنَى يخطُبُ على بغلةٍ وعليهِ بُرْدٌ أحمرُ وعليٌّ يُعَبرُ عنه.