قوله:"خالفوا المشركين"؛ يعني: المشركون يقصُّون اللَّحى ويتركون الشواربَ حتى تطولَ، فخالفوهم بأن تتركوا اللَّحى حتى تطولَ ولا تقصُّوها، وقُصُّوا الشواربَ.
"أَوفِرُوا" أمر مخاطبين من (أَوفَر): إذا أتمَّ، و"أَحفُوا" أيضًا أمر مخاطبين من (أَحفَى): إذا قصَّ الشاربَ.
"أَنهِكُوا": أمر مخاطبين من (أَنْهَكَ): إذا نقصَ شيئًا، ومعنى (انهكوا): أَنقِصُوا، ومعنى (أعفوا): أتمُّوا وأكثِروا، من (أعفى): إذا أتمَّ.
"اللِّحى" جمع: لِحْيَة.
* * *
٣٤١٢ - وقال أنسٌ - رضي الله عنه -: وُقِّتَ لنا في قصِّ الشَّاربِ، وتقليم الأظفارِ؛ ونَتْفِ الإِبْطِ، وحَلْقِ العانةِ، أنْ لا نتَرُكَ أكثرَ مِن أربعينَ ليلةً.
قوله:"وُقَّتَ لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة؛ أن لا تترك أكثرَ من أربعين ليلةً"، وقد جاء في توقيت هذه الأشياء أحاديثُ ليست في "المصابيح"، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ أظفارَه وشاربَه كلَّ جمعة، وعن أبي عبد الله الأغرَّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقصُّ شاربَه ويأخذ من أظفاره قبلَ أن يخرجَ إلى صلاة الجمعة، وقد ورد أكثرُ مِن هذه الأحاديث في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقصُّ شاربَه ويُقلَّم أظفارَه في كل جمعة، وقيل: يحلق العانةَ في كل عشرين يومًا، وينتف الإبطَ في كل أربعين يومًا، وقيل: في كل شهر.