"إلَاّ غِبًّا"، والغِبُّ: أن يفعلَ فعلًا حينًا بعد حينٍ.
* * *
٣٤٤١ - قال رجلٌ لفُضالةَ بن عُبَيْد: مالي أراكَ شَعِثًا؟ قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ ينهانَا عن كثيرٍ مِن الإِرْفَاهِ، قال: مالي لا أَرَى عليكَ حِذَاءً؟ قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرنا أنْ نَحتَفِي أحيانًا.
قوله:"شَعِثًا"؛ أي: متفرِّق الشَّعر.
"الإرفاه": تسريح الشَّعر وتدهينه.
و (الإرفاه) أيضًا: التنعُّم وطِيب العيش؛ يعني: نهانا عن كثرة التنعُّم؛ لأن كثرةَ التنعُّم تجعل النفسَ متكبرةً غافلةً، ولأن الرجلَ لو اعتاد دوامَ التنعُّم فربما ينزل عليه فقرٌ وسوءُ عيشٍ فيشقُّ عليه ذلك الفقر؛ لأنه لم يكن معتادًا به، ولهذا أمَرهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالاحتفاء؛ أي: بالمشي بغير النعلَين؛ لتتصلَّب أقدامُهم وتعتاد المشيَ بغير النعلَين، حتى لو اتفق لهم انعدامُ النعلَين يمكنهم المشيُ بغير النعلَين.
* * *
٣٤٤٢ - وعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَن كانَ له شعرٌ فليُكْرِمْهُ".
قوله:"مَن كان له شَعرٌ فَلْيُكرِمْه"؛ يعني: فَلْيُزينْه وَلْيُنظِّفْه بالغسل والتدهين، ولا يتركه متفرقًا متَّسخًا؛ لأن النظافةَ وحسنَ المنظرِ محبوبٌ.