من علم النبوة؛ أي: كعلم الأنبياء في الصحة والصدق، ويحتمل أن يكون معناه: تعبيرُ الرُّؤيا من النبوة؛ لأن تعبيرَ الرُّؤيا هو الذي قال يوسف نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فيه:{ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}؛ أي: تعبيرُ الرُّؤيا مما علَّمَنِيه الله.
وقالوا في تأويل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (جزء من ستة وأربعين جزءًا): إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يَرَى الرُّؤيا ستةَ أشهرٍ في بَدْء نبوته، وكان زمانُ نبوته ثلاثةً وعشرين سنةً، فكان زمانُ رؤيته الرُّؤيا بالنسبة إلى جميع زمان وحيه جزءًا من ستةٍ وأربعين جزءًا.
روى هذا الحديثَ أنسٌ.
* * *
٣٥٦١ - وقال:"مَن رآني في المنامِ فقد رآني فإنَّ الشَّيطانَ لا يتمثَّلُ في صورتي".
قوله:"مَن رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطانَ لا يتمثَّل في صورتي"، قال محيي السُّنَّة: رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام حقٌّ، ولا يتمثَّل الشيطان به، وكذلك جميع الأنبياء والملائكة عليهم السلام، وكذلك الشمس والقمر والنجوم والسحاب الذي فيه الغيث؛ لا يتمثَّل الشيطانُ بشيءٍ منها، ومَن رأى نزولَ الملائكة بمكانٍ فهو نصرةٌ لأهل ذلك المكان، وفرجٌ إن كانوا في كربٍ، وخصبٌ إن كانوا في ضيقٍ وقحطٍ، وكذلك رؤيةُ الأنبياء عليهم السلام.