عمر، ثم عمرُ أفضلُ من عثمان، وإنما رُفع الميزانُ ولم يُوزَن عثمانُ وعليٌّ - رضي الله عنهم -؛ لأن خلافةَ عليٍّ تكون مع افتراق الصحابة فرقتَين: فرقة معه وفرقة مع معاوية، فلا تكون خلافتُه مستقرةً متفقًا عليها.
قوله:"صدِّقْ رؤياك": هذا تصريحٌ منه - صلى الله عليه وسلم - بأن مَن رأى رُؤيا يُستحَبُّ أن يعملَ بها في اليقظة إن كانت تلك الرُّؤيا شيئًا فيه طاعةٌ، مثل أن يرى أحدٌ أن يصلِّي أو يصوم، أو يتصدَّق بشيءٍ من ماله، أو يزور صالحًا وما أشبه ذلك، وإنما أمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك الرجلَ أن يسجدَ على جبهته - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن السجودَ على جبهته طاعةٌ؛ لأن في هذا السجود تعظيمًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، كما أن السجودَ نحو الكعبة تعظيمُ الكعبة، وتعظيمُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضلُ القُرَبِ، وفيه تشريفٌ لذلك الرجل؛ لأنه تشرَّف وتبرَّك بوصول جبهتِه جبهةَ النبي عليه الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ.