للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتَّى تحابُّوا، أَوَلا أدُلُّكُم على شَيءٍ إذا فَعْلتُمُوهُ تحابَبْتُم؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَينَكم".

قوله: "ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا": هذا نفي كمال الإيمان، لا نفي أصل الإيمان.

(التحابُّ) أصله: التحابب، فحُذفت ضمة الباء الأولى وأُدغمت في الباء الثانية، ومعناه: جريان المحبة بين اثنين أو أكثر.

"أَفْشُوا (١) " أصله: أَفْشِيُوا، فأُسكنت الشين ونُقلت ضمة الياء إلى الشين وحُذفت الياء، معناه: أَظهِرُوا.

روى هذا الحديثَ أبو هريرة.

* * *

٣٥٨٢ - وقال: "يُسلِّم الرَّاكِبُ على المَاشِيْ، والمَاشِي على القَاعِدِ، والقَليلُ على الكَثيرِ".

قوله: "يسلِّم الراكبُ على الماشي"؛ يعني: إذا التقى راكبٌ وراجلٌ في الطريق لِيُسلِّمِ الراكبُ على الراجل؛ لأن السلامَ معناه سلامةُ مَن تُسلِّم عليه مِن شرِّك، وكان الشخصان إذا التقيا ربما يخاف كلُّ واحدٍ منهما الآخرَ، وربما يخاف أحدهما فقط، فَلْيُسلِّمْ غيرُ الخائف على الخائف، والظاهر أن الراكبَ لا يخاف من الراجل، بل الراجلُ يخاف من الراكب، فإذا كان كذلك فَلْيُسلِّمِ الراكبُ على الراجل؛ ليُزيلَ الخوفَ من قلب الراجل، فيحتمل أن يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الراكبَ بابتداء السلام على الماشي، والماشيَ بابتداء السلام على القاعد؛ لإزالة الخوف.

ويحتمل أن يأمرَهما بابتداء السلام للتواضع، فإن تسليمَ الراكبِ على


(١) جاء على هامش "ش": "فشا الخبرُ: إذا ذاع وانتشر، وأفشاه غيره: إذا أذاعه وجعله منتشرًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>