٣٥٨٩ - عن أُسَامةَ بن زيدٍ: أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بمجلِسٍ فِيْهِ أَخْلَاطٌ مِن المُسْلِمِينَ والمُشرِكِينَ عَبَدَةِ الأوْثَانِ واليَهودِ، فَسَلَّم عليهم.
قوله:"أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بمجلسٍ فيه أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عَبَدة الأوثان [واليهود]، فسلَّم عليهم"، (الأخلاط) جمع: خلط، وهو ما يُخلَط.
(عَبَدة الأوثان): بدل (المشركين) أو عطف البيان لهم، فسلَّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين الحاضرين في ذلك المجلس، لا على المشركين، فيجوز لكل أحدٍ أن يُسلِّمَ على جمعٍ من الكفار إذا كان فيهم مسلمٌ على نية التسليم على المسلم.
* * *
٣٥٩٠ - عن أبي سَعِيْدٍ الخُدرِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إيَّاكُم والجُلُوسَ في الطُّرقَاتِ"، فَقَالُوا: يا رسولَ الله! ما لَنا مِنْ مَجَالِسِنا بُدٌ، نَتَحدَّثُ فيها، قالَ:"فإذا أَبَيْتُم إلَّا المَجْلِسَ فأَعطُوا الطَّريْقَ حقَّهُ"، قالوا: وما حَقُّ الطَّرِيْقِ يا رسولَ الله؟ قالَ:"غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأَذَىَ، ورَدُّ السَّلَامِ، والأَمرُ بالمَعْرُوْفِ، والنَّهيُ عن المُنكرِ".
ورَوَى أبو هُريْرَةَ - رضي الله عنه - في هذه القِصَّة:"وإِرْشَادُ السَّبيلِ".
ورَوَاهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -، وفيه:"وتُغيثْوُا المَلهُوفَ، وتَهدُوا الضَّالَ".
قوله:"إياكم والجلوسَ بالطرقات": الباء هنا بمعنى (في)؛ يعني: احذروا عن الجلوس في الطرقات.
"ما لنا من مجالسنا بُدٌّ"؛ أي: لا بد لنا من الجلوس في الطرقات.
"فإذا أبيتُم إلا المجلسَ"؛ يعني: فإن لم تتركوا الجلوسَ في الطرق.
"غضُّ البصر"؛ أي: حفظ البصر عن النظر إلى امرأة تمرُّ بالطريق.