بمختلفٍ، ولكلٍّ وجهٌ عندنا: أما المكروهُ من المعانقة والتقبيل: ما كان على وجه التملُّق والتعظيم في الحضر.
فأما المأذون منه: فعند التوديع، وعند القدوم من السفر، وطول العهد بالصاحب، وشدة الحُبِّ في الله.
ومَن قبَّلَ فلا يُقبلِ الفمَ، ولكن اليدَ والرأسَ والجبهةَ. وإنما كُرِه ذلك في الحضر فيما يُرى؛ لأنه يَكثُر ولا يَسترحبُه كلُّ أحدٍ، فإنْ فعلَ الرجلُ ببعض الناس دون بعض تأذَّى الذين تركَهم، وظنُّوا أنه قصَّر بحقوقهم.
* * *
٣٦٢١ - وقَالَتْ أُمِّ هانِئٍ: ذَهَبْتُ إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الفَتْحِ فقال:"مرْحَبًا بأُمِّ هانِئً".
قوله:"مرحبًا بأمِّ هانئ"؛ يعني: التكلُّم بهذه الكلمة سُنَّةٌ، وهي كلمةُ إكرام يريد العربُ بهذا اللفظ إذا قالوه لأحدٍ: إنك جئتَ مَوضعًا رحْبًا؛ أي: واسعًا؛ أي: لا ضيقَ عليك.
* * *
مِنَ الحِسَان:
٣٦٢٤ - وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَال: قَالَ رجل: يا رسولَ الله! الرَّجُلُ مِنّا يَلْقَى أَخَاهُ أو صَدِيقَهُ، أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ:"لا"، قَالَ: أفَيلْتزَمُه ويُقَبله؟ قَالَ:"لا"، قال: أَفَيَأخُذُ بِيَدِهِ ويُصَافِحُهُ؟ قال:"نعم".