للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إتلافَ مالِ أحدٍ يُؤخَذ به الغُرم، وإنْ قَتَلَ أحدًا لم يُقتصَّ منه، ولكن يُؤخَذ منه الديةُ، وإنْ سَرَقَ مالًا يُؤخَذ منه المال ولم تُقطَع يدُه؛ لأن قطعَ يدِ السارق من حقوق الله تعالى.

قوله لها: "أو غير ذلك": بسكون الواو؛ يعني: قال رسول الله عليه السلام: يا عائشة! بأيَّ شيءٍ علمتِ أن هذا الصبيَّ من أهل الجنة؟ فلعله لم يكن كذلك، حكمُ الله تعالى ما قلتِ أو غيرُ ذلك.

قوله عليه السلام: "إن الله تعالى خلقَ الجنةَ"؛ يعني: خلقَ الجنةَ والنارَ، وخلقَ لكلَّ واحدٍ منهما أهلًا، فبأيِّ شيءٍ علمتِ يا عائشةُ أن هذا الصبيَّ من أهل الجنة؟

قوله: "خلقَهم لهما"؛ أي: للجنة أو (١) للنار "وهم في أصلاب آبائهم"، (الأصلاب) جمع: صُلب، وهو وسط الظَّهر؛ يعني: قَدَّرَ لهم السعادةَ والشقاوةَ في الأزل، ثم كُتِبَ في اللوح، ثم أَخرجَ الذُّرَّيَّةَ من صُلبِ آدمَ عليه السلام، وحكم لبعضهم بالجنة ولبعضهم بالنار، ثم أَمر مَلَكَ الأرحام ليكتبَ السعادةَ والشقاوةَ على جبهة الولد في الرحم قبلَ أن ينفخَ فيه الرُّوح، فيحتمل أن يشير بقوله: (وهم في أصلاب آبائهم) إلى استخراج الله تعالى الذُّرِّيَّةَ من ظهر آدم عليه السلام، ويحتمل أن يشيرَ إلى صُلب أبِ كلَّ مولودٍ، والتقدير: قد جرى في الأزل.

وأشار رسول الله - عليه السلام - إلى وقت كون النُّطَفِ في أصلاب الآباء للتفهيم، ولأن هذا الأوانَ أقربُ إلى الناس.


(١) في "ت": "و".

<<  <  ج: ص:  >  >>