للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيء من جهةٍ إلى جهة، أو حالٍ إلى حال.

و (السحرُ): فعلُ الشيءِ يخيَّلُ للناظر أنه قد فعلَ الشيء الفلانيَّ وما فعلَه، ويخيَّلُ إليه أنه قتلَ فلانًا وما قتلَه، وما أشبهَ ذلك.

يعني: قد يزينُ الرجلُ كلامَه بأنواعِ البلاغةِ بحيثُ يحسَبُه المستمعُ حقًا وصدقًا، ولم يكنْ كذلك، كما أنَّ الساحرَ يغيرُ الأشياءَ في نظر الناظر، ولم تكنْ في الحقيقة مغيَّرَةً؛ يعني: كما أنَّ السَّحْرَ حرامٌ، فكذلك تزيينُ الكلام حرامٌ.

* * *

٣٧٢٠ - وقَالَ: "إنَّ مِنَ الشِّعرِ حِكْمَةً".

قوله: "إن مِنَ الشِّعْر لحكمةً"، الشِّعْرُ المَذْمُومُ هو الذي فيه كلامٌ قبيح، فأما الشعر الذي هو موعظةٌ وثناءٌ على الله وعلى رسوله، والنصيحةُ للمسلمين، وتحبيبُ الآخرة في قلوب المسلمين، وإهانةُ الدنيا في نظرهم، وما أشبهَ ذلك = فهو محمود.

و (مِن) في هذين الحديثين: للتبعيض.

روى هذا الحديثَ أُبَيُّ بن كعب.

* * *

٣٧٢١ - وقَالَ: "هلَكَ المُتَنَطَّعُونَ"، قَالَهَا ثَلاثًا.

قوله: "هلكَ المُتَنَطَّعُون"، (المُتنطَّعُ): الذي يُوْقع الكلامَ في نِطْعِ الفَم، وهو الغار الأعلى من الطبقةِ العُلْيا إلى أقصى الفم؛ يعني: لمن صوتُه من قَعْرِ حَلْقه، ويردَّدُه في فمه من الرُّعونة، وإنما هلكَ المتنطَّعُ؛ أي: فات عنه الثوابُ؛

<<  <  ج: ص:  >  >>