للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٤٤ - وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ: كَافرٌ، فَقَد باءَ بِهَا أَحَدُهُمَا".

قوله: "أيُّما رجلٍ قالَ لأخيه: كافر، فقد باء بها أحدُهما"؛ أي: رَجَعَ، "بها"؛ أي: بتلك الكلمة؛ يعني: إذا قال زيد مثلاً لعمرو: يا كافر، أو أنت كافرٌ فقد باءَ بالكفر أحدُهما؛ يعني: إن كان عمرٌو كافرًا فقد صدقَ زيدٌ فيما قال، وإلا صارَ زيدٌ كافرًا إن اعتقدَ كونَ عمرٍو كافرًا بسبب حصولِ ذنب منه، لأن المسلمَ لا يصيرُ بالذنب كافرًا ومن اعتقد صيرورةَ مسلمٍ بذنْبٍ كافرًا فقد اعتقدَ تحريم حلالٍ، ومن اعتقد تحريم حلالٍ فقد كَفَر.

روى هذا الحديث ابن عمر.

* * *

٣٧٤٥ - وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بالفُسُوقِ، ولا يَرْمِيْهِ بالكُفْرِ، إِلَّا ارتَدَّتْ عَلَيْه إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كذَلَك".

قوله: "لا ارتدَّتْ عليه"؛ أي: إلا ارتدَّتْ تلكَ الكلمةُ إلى قائلها، إن كانتْ تلك الكلمةُ فِسْقًا صار قائلُها فاسقًا، وإن كانت كفرًا صار كافرًا، إنْ لم يكنِ المَقُولُ له فاسقًا وكافرًا.

وتأويل هذا الحديث ما ذُكِرَ قُبيل هذا.

روى هذا الحديثَ أبو ذَرًّ.

* * *

٣٧٤٧ - وقَالَ: "المُسْتَبَّانِ مَا قَالا، فعلى البَادِئِ مَا لَمْ يَعْتَدِ المَظْلُومُ".

قوله: "المستَبَّانِ"؛ أي: اللَّذان يشتُمُ كلُّ واحد منهما صاحبَه.

قوله: "ما قالا، فعلى البادئ"؛ يعني: إثمُ ما قالا يحصلُ للبادئ أكثرَ مما

<<  <  ج: ص:  >  >>