٣٧٩٧ - وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رَجُلًا مِنَ البَادِيَةِ اسمُهُ: زاهِرُ بن حَرَامٍ كان يَهدِي للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ البَاديَةِ فيُجَهِّزُهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فقالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ زاهرًا بادِيتُنا، ونَحْنُ حَاضروُهُ"، وكَانَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّهُ، وكَانَ دَميْمًا، فَأَتَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا وهُوَ يَبيعُ مَتاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لا يُبْصِرُهُ، فقال: أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ فالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَعَلَ لا يَأْلُو مَا ألْزَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ عَرَفَهُ، وجَعَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ:"مَنْ يَشْتَري العَبْدَ؟ "، فقالَ: يا رسولَ الله! إذًا والله تَجِدُني كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَكِنْ عِنْدَ الله لَسْتَ بِكَاسِدٍ".
قوله:"يُهْدِي"؛ أي: يرسلُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من متاع البادية من الرَّياحين والأَدوية.
"فيُجَهِّزُه"؛ أي: يهيئُ أسبابَه؛ أي: يعطيه العِوَضَ من أمتعة البَلَد.
"إنَّ زاهِرًا بادِيَتُنا، ونحن حاضروه"؛ يعني: إن هذا الرجلَ يأتينا من أمتعة البادية بما نُريد، فكأنه بادِيَتُنا، ونحن نُهْدِي ما يريدُ من أمتعة البَلَدِ فكأنَّا بلدٌ له.
"وكان دَميمًا"؛ أي: قبيحَ الوجه.
"فاحتضَنَه"؛ أي: أخذَه "من خَلْفِه".
"فقال"؛ أي: فقال زاهر: "أرْسِلْني"؛ أي: اتْرُكْني.
"لا يألو"؛ أي: لا يُقَصِّرُ، و (لا يألو) معناه: ولا يزال، (ما) في "ما ألْزَقَ": زائدة، (أَلْزَقَ) معناه: أَلْصَقَ.