٣٨٠٦ - عَنْ عِياضِ بن حِمارِ المُجاشِعيِّ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"إنَّ الله أَوْحىَ إلَيَّ أَنْ تَواضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ، ولا يَبْغِي أَحَدٌ على أَحَدٍ".
قوله:"لا يَبْغِي أحدٌ على أحد"؛ أي: لا يظلِمُ أحدٌ على أحدٍ.
* * *
مِنَ الحِسَانِ:
٣٨٠٧ - عَنْ أَبِي هُريْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبائِهِمْ الَّذينَ مَاتُوا، إنَّما هُمْ فَحْمٌ مِنْ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى الله من الجُعَلِ الَّذي يُدَهْدِهُ الخُرْءَ بأَنْفِهِ، إنَّ الله قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وفَخْرَهَا بِالآباءِ، إنَّما هُوَ مُؤْمِنٌ تَقيٌّ، أَوْ فاجِرٌ شَقيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بنو آدمَ، وآدَمُ مِنْ تُرابٍ".
قوله:"أهون"؛ أي: أذلُّ.
"الجُعَل"، - بضم الجيم وفتح العين - دُوَيبَّةٌ تديرُ الغائط.
"يُدَهْدِه"؛ أي: يردِّد، يدير الخراء والغائط.
(العُبيَّة) - بضم العين وكسر الباء وتشديد الياء -: الكِبْرُ والنخوة؛ يعني: لا يجوزُ في الإسلام لأحدٍ أن يتكبَّر على أحد.
"إنما هو مؤمنٌ تقِيٌّ"؛ يعني: انقسمَ الخلق على طائفتين: مؤمنٌ تَقِيٌّ، وفاجرٌ شَقِيٌّ، فإن كان مؤمنًا فلا ينبغي للمؤمن أن يتكبَّر، وإن كان فاجرًا فهو ذليلٌ عند الله، والذليلُ لا يستحقُّ التكبر، فقد علم أن التكبُّر منفيٌّ بكل حال.