للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَلَّى يُوَلِّي): إذا أدبر؛ يعني: بعد موت أبيه، هذا إشارةٌ إلى تأكيد حقِّ الأب، فإنه إذا كان الإحسانُ إلى أحباءِ الأب لحرمة الأبِ أفضلَ البرِّ، فالإحسان إلى الأب بطريق الأَولى أن يكون أفضلَ القُرُبات.

روى هذا الحديثَ ابن عمر.

* * *

٣٨٢٤ - وقَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".

قوله: "ويُنْسَأَ له في أَثَرِه"؛ أي: يؤخَّر في أجله، النَّسْءُ: التأخير، و (الأَثَر): الأجل.

روى هذا الحديثَ أنس.

* * *

٣٨٢٥ - وقَالَ: "خَلَقَ الله الخَلْقَ، فَلمَّا فَرَغَ مِنْهُ قامَتْ الرَّحِمُ فأَخَذَتْ بِحِقْوَي الرَّحمَنِ، فقالَ: مَهْ؟ قَالَتْ: هَذَا مَقامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطيعَةِ، قَالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، يَا رَبُّ! قَالَ: فَذَاكَ لَكِ".

قوله: "بحِقْوَي الرحمن"، الحِقْو: الإِزارُ، (بِحِقْوَيِ الرَّحْمن)؛ أيما: بإزارَي الرحمن، والمراد بالإزارين هنا: ما أراد بقوله: "الكبرياءُ رِدَائي، والعظمةُ إزاري".

يعني: التجأتِ الرَّحِمُ وعاذت بعزة الله وعظمتِه من أن يَقطعَ أحدٌ الرَّحِم.

"مه"؛ أي: اكففْ وامتنعْ عن هذا الفعل؛ أي: التجأ؛ يعني: مالك ولأي سببٍ عُذْتِ بي.

"هذا مقام العائذ بك"؛ يعني: من التجأ إلى أحدٍ وتمسَّكَ بحِقْوهِ؛

<<  <  ج: ص:  >  >>