قوله:"إن أحدُكم مرآةُ أخيه"؛ يعني: كما أنَّ الرجلَ إذا نظرَ إلى المرآة فيرى صورتَه فيها، فإن كان في صورته عيبٌ، فأزال ذلك العيبَ عن نفسه إن قدرَ على إزالته، فكذلك إذا رأى عيبًا في أخيه المسلم.
"فليُمِطْ"؛ أي: فليُبْعِدْ ذلك العيبَ عنه، وليشتغلْ بإصلاح حالهِ بأي طريق أمكنَه، وليعلمْ نفسَه كنفسه.
قوله:"يَكُفُّ عنه ضيعتَه"، (الكَفُّ): المَنْعُ، (الضَّيعةُ): التَّلَفُ والخُسْران؛ يعني: ليدفع عنه ما فيه عليه ضَرَرٌ.
"ويحوطه من ورائه"؛ أي: ليحفظه في غيبته، وليدفع عنه مَن يغتابه ويلحقه ضررًا.
روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
٣٨٨٨ - عن ابن مَسْعودٍ قال: قال رَجُلٌ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: كيفَ لي أنْ أَعْلَمَ إذا أحسنتُ أو إذا أسَأْتُ؟ فقالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سَمِعتَ جيرانَك يقولونَ: قد أحسَنْتَ؛ فقد أحسَنْتَ، وإذا سَمِعتَهم يقولونَ: قد أسأتَ؛ فقد أَسَأْتَ".
قوله:"كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت" أراد بهذا الحديث: أن المُحْسِن مَن سلم الناس من يده ولسانه، والمسيء: مَن لم يسلم الناس من يده ولسانه.
* * *
٣٨٨٣ - عن عائِشَةَ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"أنزِلُوا النَّاسَ مَنازِلَهم".