٣٩٢٩ - قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُلْدَغُ المُؤمنُ مِن جُحْرٍ واحدٍ مرَّتينِ".
قوله:"لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"، يروى (ولا يلدغ) برفع الغين على أنه خبر، وبكسر الغين، وأصله السكون لأنه نهيٌ، فحُركت بالكسر لالتقاء الساكنين.
ومعنى الحديث: أنه لا يجوز لمؤمن أن يُخدع في أمر الدين مرةً بعد مرة، مثل أن يجلس مع أحد فظنه صالحًا، فإذا جرَّبه يقينًا تبيَّن له أنه مبتدعٌ أو فاسق لا يقبل النصيحة، فإذا علم حاله لا يجوز له أن يجالسه بعد ذلك إلا أن يرجع إلى الصلاح، وعلى هذا فقس جميع الأمثلة.
قوله:"الحلم والأناة"، (الحلم): تأخير مكافأة مَن ظلمك، هذا هو الأصل، ويستعمل في العفو عن الذنب.
و (الأناة): ضد العجلة، والأناة أيضًا: الثبات في الأمر؛ يعني: الثباتُ في الطاعات وأمور الخير محمود، والسكونُ وتركُ العجلة في الأمور الدنيوية محمودٌ أيضًا، والتعجيل في الأمور الأخروية مرضيٌّ كي لا يمنعه الشيطان عما قصد من الخير.
روى هذا الحديث ابن عباس.
اسم "الأشج": المنذر بن عبيد، روي أن الأشج قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا