٤٠١٦ - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِرَجُلٍ وهو يَعِظُه:"اغتنمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَك قبلَ مَوْتِكَ"، مرسل.
قوله:"اغتنم"؛ أي: اتخذ هذه الأشياء غنيمةً واتخذها نعمة؛ يعني: اعمل في الشباب الأعمال الصالحة، وكذلك في الصحة، وفي الغنى، وفي حالة الفراغ والحياة.
روى هذا الحديث عمرو بن ميمون الأَوْدي.
* * *
٤٠١٨ - عن أبي هُريرةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"ما يَنْتَظِرُ أَحَدُكم إلا غِنًى مُطْغِيًا، أو فَقْرًا مُنْسِيًا، أو مَرَضًا مُفْسِدًا، أو هَرَمًا مُفْنِدًا، أو مَوْتًا مُجْهِزًا، أو الدَّجَّالَ، فالدَّجَّالُ شَرُّ غائبٍ يُنتَظَرُ، أو السَّاعةَ، {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} ".
قوله:"ما ينتظر أحدكم إلا غنًى مطغيًا"، (المُطْغي): الشيء الذي يجعل المرء طاغيًا، والطاغي: العاصي والمجاوِزُ عن الحد؛ يعني: لم لا يعمل أحدكم الأعمال الصالحة في حال وجدانه كفافًا من القوت، وليس له غنًى يمنعه عن الطاعة، وليس به فقر يمنعه أيضًا من الطاعة، فإذا لم يعمل في حال الفراغ الأعمالَ الصالحة، ربما يأتيه ما يمنعه من الطاعة كهذه الأشياء المذكورة.
"أو فقرًا مُنْسِيًا"؛ يعني: أو فقرًا ينسيه الطاعة من الجوع والعري، أو التردُّد في طلب القوت.
"أو هرمًا مفندًا"، (المفند) بسكون الفاء وكسر النون، وفتح الفاء والنون وتشديدها: الذي لا يدري ما يقول من غاية كبره.
"أو موتًا مُجْهِزًا"؛ أي: قاتلاً فجأةً بحيث لا يقدر على التوبة.