٤٠٤٨ - عن أنسٍ: أنه مَشَى إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بخُبْزِ شَعيرٍ وإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، ولقد رَهَنَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - دِرْعًا بالمَدينةِ عندَ يهوديٍّ وأخذَ منهُ شَعيرًا لأَهْلِهِ، ولقد سَمِعْتُه يقولُ: ما أَمْسَى عندَ آلِ مُحَمَّدٍ صاعُ بُرٍّ ولا صاعُ حَبٍّ، وإنَّ عِنْدَه لَتِسعَ نِسْوَةٍ.
قوله:"ولقد سمعته" التاء في (سمعت) ضميرُ مَن سَمِعَ هذا الحديث عن أنس، والضمير المذكور الغائب في (سمعته) ضمير أنس.
"ما أمسى عند آل محمد"؛ يعني: لم يكن يدَّخر القوتَ في الليل للغداة، والواو في "وإن عنده" واوُ الحال.
* * *
٤٠٤٩ - وقال عُمَرُ - رضي الله عنه -: دَخَلْتُ على رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو مُضْطَجِعٌ على رِمالِ حَصيرٍ، ليسَ بينَهُ وبينَهُ فِرَاشٌ، قد أَثَّرَ الرِّمَالُ بجَنْبه، مُتَّكِئًا على وِسادةٍ من أَدَمٍ حَشْوُها ليفٌ، قلتُ: يا رسولَ الله! اُدْعُ الله فلْيُوَسِّعْ على أُمَّتِكَ، فإنَّ فارِسَ والرُّومَ قد وُسِّعَ عليهم، وهم لا يَعبُدونَ الله، فقال:"أَوَ في هذا أَنْتَ يا ابن الخطابِ! أُولئكَ قومٌ عُجِّلَتْ لهم طيباتُهم في الحياةِ الدنيا".
وفي رِوايةٍ:"أَمَا تَرْضَى أنْ تكونَ لهُم الدُّنيا ولَنَا الآخِرَةُ؟ ".
قوله:"على رمال حصير"، (الرمال): جمع رَميلٍ، وهو بمعنى المَرْمُول وهو المنسوج، هذا هو الأصل، ولكن الرمال - مع أنه جمعٌ - يستعمل في الواحد، و (رمال الحصير) إضافة الجنس إلى النوع كـ (خاتم فضة)؛ أي: رمال من حصير لا من شيء آخر، والمراد برمال الحصير هنا: حصيرٌ منسوج من ورق النخل.