"فأنا منه بريء"؛ أي: من ذلك العمل. "هو"؛ أي: ذلك العمل "للذي عمله"؛ أي: لفاعله؛ يعني: تركت ذلك العمل وفاعله، لا أقبله ولا أجازي فاعله بذلك العمل؛ لأنه لم يعمله لي.
قد ذكر هذا الحديث في أول الكتاب في (كتاب الإيمان).
* * *
٤٠٩٩ - وعن جُنْدَبٍ قال: قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ الله بهِ، ومَنْ يُرائِي يُرائي الله بهِ".
قوله:"من سمَّع سمع الله به"؛ يعني: من أسمعَ الناس فعله، ويقول: فعلت كذا وكذا، ليمدحه الناس على فعله، سمع الله به يوم القيامة؛ يعني: ذكره وشهَّره بين أهل العرصات، بأن يقول: إنما فعل الفعلَ الفلاني ليمدحه الناس فلم يثبه الله بفعله.
"ومن يرائي يرائي الله به"؛ يعني: من فعل فعلاً من الأفعال الصالحة ليراه الناس ويعطوه شيئًا، أو يمدحوه على فعله، جزاه الله يوم القيامة بذلك الفعل جزاءَ المرائين، بأن يقول له: اطلب جزاء فعلك ممن فعلته لأجله.
* * *
٤١٠٠ - وعن أبي ذَرٍّ قال: قِيلَ لِرَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخيرِ ويَحْمَدُهُ النَّاسُ عليهِ؟ قال:"تلكَ عاجِلُ بُشْرَى المُؤْمنِ".
وفي رِوايةٍ:"ويُحِبُّهُ النَّاسُ عليهِ".
قوله:"أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس"؛ يعني: