٤١٤٠ - عن عائِشَةَ قالت: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنَّ أوَّلَ ما يُكْفأُ - قال الرَّاوي: يعني: الإسلامَ - كما يُكْفَأُ الإناءُ"؛ يعني: الخَمْرَ. قيلَ: فكيفَ، يا رسولَ الله! وقدْ بيَّنَ الله فيها ما بيَّن؟ قال:"يُسَمُّونهَا بغَيْرِ اسمِها فيَستحِلُّونَها".
قوله:"إن أول ما يكفأ - قال الراوي: يعني: في الإسلام - كما يُكْفَأُ الإناء؛ يعني: الخمر"، قصَّةُ هذا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتحدثُ في الخمر، فقال في أثناء حديثه:"إن أولَ ما يُكْفَأُ الإناء"؛ يعني: أن الخمر التي يتحدث فيها أول شيء يُكفأ "كما يكفأ الإناء"، و (الكَفْءُ): تنكيسُ الإناء لينصبَّ ما فيه، والمراد بـ (الكفء) هنا: صبُّ ظرفِ الخمر في الفم؛ أي: شرب الخمر.
يعني: أولُ معصيةٍ تظهرُ وتُعلَنُ في الإسلام شرب الخمر.
"كيف وقد بَيَّنَ الله فيها ما بين"؛ يعني: كيف يشربون الخمر، وقد بَيَّنَ الله تحريمها.
قال:"يُسمُّونَهَا بغير اسمها"؛ يعني: يتخذون الخمر من الذرة والعسل وغيرها، ويقولون: هذا بِتْعٌ، وهو الخمرُ المُتَّخَذُ من العسل، وهذا جِعَةٌ، وهي من الشعير، وهذا مِزْرٌ، وهو من الذرة، وغير ذلك، ويعتقدون حِلَّ هذه الأشربة، ويقولون: ليست بخمر؛ لأن الخمر ما يُتخذ من العنب.
وهذا باطل؛ لأن الخمر ما خَامَرَ العقل؛ أي: سَتَرَهُ سواء كان من العنب وغيره، والله أعلم.