للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ظلم الناس إياه، وتحمَّل أذاهم ولم يحاربهم.

(فواهًا)؛ أي: فَوَاهًا له؛ أي: فطوبى له.

* * *

٤١٦٨ - عن عبدِ الله بن مَسْعودٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "تدورُ رَحَى الإِسلامِ لخَمْسٍ وثلاثينَ، أو سِتٍّ وثلاثينَ، أو سَبْعٍ وثلاثينَ، فإنْ يَهْلِكُوا فَسَبيلُ مَنْ هَلَكَ، وإنْ يَقُمْ لهمْ دينُهُمْ يقُمْ لهمْ سبعينَ عامًا". قلتُ: أَمِمَّا بقيَ أوْ مِمَّا مَضَى؟ قال: "مِمَّا مَضى"، صحيح.

قوله: "تدورُ رَحَا الإسلام ... " إلى آخره.

قال الخطابي: (دَوَران الرَّحا): كناية عن الحرب والقتال، شبهها بالرحا الدوَّارة التي تطحنُ الحَبَّ؛ لما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس، ويشبه أن يكون هذا ملك بني أمية وانتقاله إلى بني العباس، وكان ما بين استقرار ملك بني أمية إلى أن ظهرت الدعاة بخراسان، وضعف أمر بني أمية، ودخل الوَهْنِ فيه نحوًا من سبعين سنة.

"لخمس وثلاثين، أو لست وثلاثين، أو لسبع وثلاثين" كلُّ ذلك شكٌ من الراوي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لخمس وثلاثين، أو قال: لست وثلاثين، أو قال: لسبع وثلاثين، واللام هنا بمعنى (في)؛ يعني: يحارب المسلمون المسلمين بعضهم بعضًا هذا القدر، وأولها أول محاربة علي ومعاوية - رضي الله عنهما -.

يعني: فإن هلك المسلمون في المحاربة في هذا القدر من الزمان، فقد هلكوا كما هلك كثير من الناس من الأمم الماضية، وإن لم يهلكوا في هذا القدر، بل بقوا وبقي دينهم بقي دينهم سبعين سنة.

يعني: بقيت خلافةُ من استقرت خلافته في هذا القتال إلى سبعين سنة،

<<  <  ج: ص:  >  >>