٤١٩٦ - عن أبي هُريرةَ قال: بَيْنَما النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ إذْ جاءَ أَعْرابيٌّ قال: متَى السَّاعةُ؟ قالَ:"فإذا ضُيعَتِ الأَمانَةُ فانتظِرِ السّاعةَ". قالَ: كَيْفَ إِضاعَتُها؟ قال:"إذا وُسِّدَ الأمرُ إلى غَيْرِ أَهلِهِ فانتظِرِ السَّاعةَ".
قوله:"إذا وُسَّدَ الأمرُ إلى غيرِ أهلِهِ فانتظرِ الساعة"؛ يعني: إذا فُوَّضَتْ وِسَادةُ الحُكْمِ إلى غير مَن يستحقُهُ فانتظرِ السَّاعة، فإن هذا التفويض من أَماراتها، وفي قوله:"إذا وسِّدَ الأمرُ إلى غير أهله" تضمينُ معنى (فُوَّضَ)، فلهذا يعدى بإلى؛ لأن لفظ (وُسِّد) تعدى بنفسه، يقال:(وسَّدْتُهُ فتَوَسَّدَ).
قوله:"حتى تعودَ أرضُ العربِ مُرُوجًا وأنهارًا": قيل: في زمانٍ قديمٍ كان أكثر أرض العرب مُرُوجًا وصحارى متدفقة بالمياه ذات أشجار وثمار، فتبدل العمران بالخراب، والريف بالتَّباب، والاجتماع بالافتراق، وذلك دأبُ الله تعالى في البلاد والعباد، كذا ذكره عبد المسيح بن بقيلة الغساني لخالد بن الوليد حين ورد العراق غازيًا في خلافة الصديق مع جمهور الصحابة، وقد كان نصرانيًا، رأى كسرى أنوشروان بل رأى شابور ذا الأكتاف، قد عمر حتى قارب أربع مئة ونيفًا، وقد أدرك من رأى المسيح عليه السلام.