ويحتمل أن يريد أنه مال مغضوب عليه كَمَالِ قارون، والمالُ المغضوب عليه غضبًا إلهيًا كثير النكد يحرمُ الانتفاع به، والحديث الذي بعده يدل عليه، وهو قوله - عليه الصلاة والسلام -: "لا تقومُ السَّاعة حتى يَحْسِرَ الفراتُ عن جَبلٍ من ذهبٍ يقتتلُ الناسُ".
* * *
٤٢٠٢ - وقالَ:"تَقيءُ الأَرضُ أفْلاذَ كبدِها أمثالَ الأُسْطُوانِ منَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، فيَجِيءُ القاتِلُ فيقولُ: في هذا قَتَلْتُ، ويَجِيءُ القَاطِعُ فيقولُ: في هذا قَطَعتُ رَحِمي، ويَجِيءُ السَّارِقُ فيقولُ: في هذا قُطِعَتْ يَدي، ثم يَدَعُونَهُ فلا يَأْخُذونَ منهُ شيئًا".
قوله:"تقيءُ الأرضُ أفلاذَ كَبدِهَا ... " الحديث.
قال في "شرح السنة": (أفلاذَ كَبدِهَا): أراد به: أن تخرج الكنوز المدفونة فيها، كما قال جل جلاله:{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا}[الزلزلة: ٢] و (الفِلْذَةُ): لا تكون إلا للبعير، وهي قطعة من كبدها، وتجمع فِلَذًا وأفلاذًا، وهي القطع المقطوعة طُولًا.
و (قيئُها): إخراجُها، شبه بالكبد الذي في بطن البعيرِ؛ لأنه من أطايب الجزور.
وقيل: تُخْرِجُ ما في بطنها من معادن الذهب والفضة. هذا كله لفظ "شرح السنة".
قوله:"أمثالَ الأُسْطُوان": منصوبة على الحال، تقديره: مشابهةً للأسطوان، ويجوز أن يكون بدلاً عن (أفلاذ كبدها) وهو بدل الكل عن الكل.