للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعضًا، فيكذبه، ولا تنازعون، يقال: ضاررته مضارة: إذا خالفته، يقال: ضاره يضير [هـ]، وأهل العالية [يقولون]: يضوره.

يعني: لا ينالكم ضررٌ ولا ضيمٌ في رؤيته تعالى، وإنما بيَّن الرؤية عليه بهذه الكيفية، وأنزلها منزلةَ ما لا خفاءَ في رؤيته؛ يعني: رؤية الشمس في وقت الهاجرة؛ تحقيقًا لرؤيته سبحانه، وهذا التشبيهُ تشبيهُ الرائي بالرائي، لا تشبيه المرئي بالمرئي، تعالى الله عن سِمةِ الحدوث.

واعلم أن رؤية الله تعالى واجبة لأهل الحق عندهم، وإنما وجبت؛ لأنه تعالى وعد بمنطوق قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢، ٢٣] وبمفهوم قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: ١٥]، فإذا كان كذلك علمنا أن وعده واجب الوقوع لا محالةَ؛ لقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: ٩].

قوله: "ألم أسوَّدْكَ"؛ أي: ألم أجعلك سيدًا.

قال في "الصحاح": وقولهم في النداء: (يا فُلْ) مخففًا، وإنما هو محذوفٌ من (يا فلان)، لا على سبيل الترخيم، ولو كان ترخيمًا لقال: يا فُلا، وربما قيل ذلك في غيرِ النداءِ للضرورة، قال أبو النجم:

في لَجَّةٍ أمسِكْ فلانًا عنْ فُلِ

و (اللجية) بفتح اللام معناها: الاضطراب والحركة، و (فلان): كناية عن اسم إنسان.

قوله: "ألم أكرمك وأسودك"؛ أي: ألم أجعلك سيدًا؟ والاستفهام هنا بمعنى التقرير، والواو في (وأذرك) عطف على قوله: (ألم أكرمك).

قال في "شرح السنة": ويروى: "تَرأَسُ وتربعُ"، (ترأس)؛ أي: تكون رئيسهم، و (تربع)؛ أي: تأخذ المِرباعَ من أموالهم، وهو الربع من رأس

<<  <  ج: ص:  >  >>