للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كافيةً في الإحراق والتعذيب.

قال: "فُضلَتْ" نارُ جهنم؛ أي: زِيدَتْ على نيران الدنيا.

* * *

٤٣٩٢ - وقالَ: "اِشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبها فقالت: رَبِّ أَكلَ بعضي بَعْضًا، فأَذِنَ لها بنفَسَيْنِ: نفَسٍ في الشِّتاءِ، ونفَسٍ في الصَّيفِ، أَشَدُّ ما تَجِدُونَ منَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدونَ مِنَ الزَّمْهَريرِ".

قوله: "فأَذِنَ لها بنفَسَين: نَفسٍ في الشتاء، ونَفَسٍ في الصيف"، الحديث.

الضمير في (لها) عائد إلى (النار)، يجوز النصب في "أشد" والرفع من حيث الإعراب؛ فالرفع على تقدير: هو أشدُّ؛ أي: تنفُّسها هو أشدُّ الحر وأشدُّ البرد، والنصب على تقدير الظرفية, لأنه خبر عن الحَدَث؛ أي: التنفُّسُ كائنٌ في أشدِّ زمان الحَرِّ والبرد.

فالحرارةُ في الصيف والبرودةُ في الشتاء إنما يكونانِ من ذَيْنك النَّفَسَين، لكنهما لا يجيئان في وقتيهما مرةً واحدةً؛ لأنهما لو كانا يجيئانِ في وقتيهما بمرةٍ واحدةٍ لأَهلَكَتَا الخلائقَ، وإنما تجيء كلُّ واحدةٍ منهما في وقته بدفعاتٍ كما هو محسوسٌ، رحمةً من الله سبحانه وتعالى على عباده، ومزيدًا لإنعامه عليهم؛ ليكونوا سالمين من ذلك.

* * *

٤٣٩٤ - وقالَ: "إنَّ أهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذابًا مَنْ لهُ نَعْلانِ وشِرَاكَانِ مِنْ نارٍ يَغْلي منهُما دِماغُهُ كما يَغْلي المِرْجَلُ، ما يَرى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ منهُ عَذابًا، وإنّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذابًا".

قوله "كما يغلي المِرْجَل"، قال في "الفائق": المِرجل: كلُّ قِدْرٍ يُطبَخ فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>