للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "فإن لم تستطيعوا فتَباكَوا"، (التباكي): إظهار البكاء عن نفسه من غير أن يَبكيَ؛ أي: تكلَّف عن نفسه البكاء.

و (تباكوا) أصله: تباكَيُوا، على زنة تَفَاعَلَ، وقُلبت الياءُ ألفًا لتحرُّكِها وانفتاحِ ما قبلها، وحُذفت لالتقاء الساكنين.

ويجوز أن يقال: أُسكنت الياء لثقل الضمة، فحُذفت لالتقاء الساكنين؛ يعني: إن لم تقدروا على البكاء فأَظهِرُوا البكاءَ عن أنفسكم، فإنه مقدمةُ البكاء.

وفي الحديث: دليلٌ على أن تواجُدَ الصوفية لظهور الوَجْد جائزٌ.

قوله: "كأنها جداول": الضمير عائد إلى (الدموع).

(الجداول) جمع: جَدْوَل، وهو النهر الصغير.

قوله: "فلو أن سُفُنًا أُزجِيَتْ فيها لَجَرَتْ"، (السُّفُن) جمع: سفينة.

(الإزجاء): السَّوق، يقال: أَزجيتُ الإبلَ؛ أي: سُقتُها، الضمير في (فيها): يعود إلى (الدموع)، والفاء في (فلو أن): جواب شرط مقدَّر، يعني: إذا عرفتَ هذا فاعرِفْ أن دموعَ الكَفَرة في النار لو أُجريت فيها السفنُ لَجَرَتْ؛ لكثرتها، وهذا لا يستحيل؛ لأن الكافرَ إذا كان سِنٌّ من أسنانه مثلَ أُحد، وغِلَظُ جلده مسيرةَ ثلاثة أيام، ومَقعدُه من النار قَدْرَ ما بين مكة والمدينة، وهو مئة فرسخ كما ذُكر قبل هذا، فإذا كان كذلك فهو غير مُستبعَدٍ؛ لأنه من الممكنات، والله سبحانه قادرٌ عليها.

* * *

٤٤١٤ - عن أبي الدَّرْداءِ قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُلقَى على أَهْلِ النَّارِ الجُوعُ فَيَعْدِلُ ما هُمْ فيهِ منَ العَذابِ، فَيَسْتَغيثونَ، فيُغاثونَ بطَعامٍ {مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}، فيسَتَغيثونَ بالطَّعامِ، فيُغاثونَ بطَعامٍ ذي {غُصَّةٍ} فَيذكُرونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>