للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَبيلةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيوْتًا فَجَعَلَنِي في خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُهُمْ نفْسًا وأَنَا خَيْرُهُمْ بَيتًا".

قوله: "فكأنه سَمِعَ شيئًا، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على المِنْبر"، الحديث.

الضميرُ في (كأنه) للعَبَّاس؛ يعني: كَأَنَّ العباسَ عمَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ شيئًا في حَقَّه. "فقام على المِنْبر أي: وَعَظَ أُمَّتَه.

فقال: "من أنا؟ " (مَنْ) للاستفهام، سؤالُ تقرير، و (أنا) عائدٌ إلى حقيقته وكماله النَّبوي المُصْطَفَوي الذي ما كانوا يعرفونه، وما عرفوا، ثم بَيَّنَ بعضَ كمالاته وفضائله.

فقوله: "أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب"، تواضُعًا منه - صلى الله عليه وسلم - مع فضائله التي لا تُحْصَى، وتَلْقينًا لأمته بالتواضع.

فقوله: "ثُمَّ جَعَلَهم فِرْقَتين أي: صَيَّر الخلقَ فريقين: العربَ والعَجَمَ.

"فجَعَلني في خيرهم فِرْقَةً(فِرْقَةً) نُصِبَ على التمييز؛ أي: خَلَقَني في خيرِ الخَلْق، وهم العَرَب.

"ثُمَّ جعلَ العربَ قبائلَ، فجعلني في خيرِهم قبيلةً أي: خَلَقَني في القبيلةِ التي هي خيرُ القبائل، وهي قريشٌ.

"ثم جَعَلَ تلك القبيلةَ بيوتًا أي: بُطونًا، والبطونُ: جمع بَطْنٍ، وهو دونَ القبيلة.

"فجَعَلَني في خيرِهم بيتًا أي: خَلَقَني في خيرِ البيوت، وهم قبيلةُ هاشم.

"فأنا خيرُهم نَفْسًا، وخَيرُهم بيتًا"؛ يعني: إذا تقرَّرَ هذا فأنا خيرُ جميعِ الخلائق نَفْسًا وبيتًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>