للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: "ومعي فقراءُ المؤمنين"، دليلٌ على فضلهم وكرامتهم عند الله سبحانه، وإنما اختصُّوا بهذه الكرامة لأنهم متَّصِفُون بالفقر، وهو ما اختاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين عُرِضَتْ مفاتيحُ خزائن الأرض، فقال: "أريدُ أن أجوعَ يومًا، وأشبعَ يومًا": وقال في "آداب المريدين": ليس الفقرُ عند الصُّوفِيَّة الفاقةُ والعُدْمُ، بل الفَقْرُ المحمودُ الثقةُ بالله، والرِّضَا بما قَسَمَ الله سبحانه.

(الفَاقَةُ): الحاجةُ، والفقرُ، و (العُدْم): - بضم العين وسكون الدال - بمعناها.

قوله: "وأنا أكرمُ الأَوَّلين والآخِرين على الله"، دليلٌ على أنه أفضلُ مَن في السماوات والأرض.

* * *

٤٤٨٣ - عَنْ عَمْرِو بن قَيْسٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "نَحْنُ الآخِرونَ، ونَحْنُ السابقُونَ يومَ القِيامةِ، وإنَّي قَائِلٌ قَوْلًا غيرَ فَخْرٍ: إبْراهِيمُ خليلُ الله، ومُوسَى صَفِي الله، وأَنَا حَبيْبُ الله، ومعِي لِواءُ الحَمْدِ يومَ القِيامةِ، وإنَّ الله وعَدَنِي في أُمَّتِي وأَجَارَهُمْ مِنْ ثَلاثٍ: لا يَعمُّهُمْ بسَنةٍ، ولَا يَستأصِلُهُمْ عَدُوٌّ، ولا يَجْمعُهُمْ عَلَى ضَلالَةٍ".

قوله: "نحن الآخِرون، ونحن السَّابقون يوم القيامة"، الحديث.

يعني: نحن الآخِرون في المجيء إلى الدنيا، والسابقون يومَ القيامة في دخول الجنة، وغيرِ ذلك من الفضائل.

و"موسى صَفِيُّ الله"؛ أي: مختاره.

و"أجارَهم من ثلاثٍ"؛ أي: أنقذَهم وحَفِظَهم من ثلاث خصال.

<<  <  ج: ص:  >  >>