يعني: أنا مُقدَّمٌ في الخروج عن القبر على سائر الناس كلِّهم، فإذا وَرَدُوا على الله سبحانه فأنا متبوعُهم، وإذا سكتُوا متحيرين فأنا خطيبُهم.
يعني: يكونُ لي قدرةٌ على الكلام في ذلك الوقت، وإذا حُبسُوا في الموقف، ولم يحاسَبوا، أشفعُ لهم في المقام المحمود الموعودِ لي، فتقبل شفاعتي، فيحاسَبون.
وإذا أَيسُوا الكرامة؛ أي: وإذا قَنَطُوا من لطفه ورحمته تعالى بَشَّرْتُهم بالرحمة والرضوان.
"والمفاتيحُ يومئذٍ بيدي"؛ يعني: مفاتيحُ كلَّ خيرٍ بيدي في ذلك اليوم، وإنما قال هذا؛ لأنه يصلُ أنواعَ اللطف والرحمة من الله سبحانه إلى أهل العَرَصَات من الأنبياء وغيرِهم بواسطة شفاعته العامة في المقام المحمود وغير ذلك، كما هو مذكورٌ في الحديث.
وكما أنَّ المفاتيحَ سببٌ للفتح، فهو سببٌ لما ينفتح من فَضْلِه العَمِيم تعالى على عباده.
* * *
٤٤٨٦ - عَنْ أَبيْ هُريْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"فأُكْسَى حُلَّةً منْ حُلَلِ الجَنَّةِ، ثُمَّ أقومُ عَنْ يَمينِ العَرْشِ، لَبسَ أَحدٌ مِنَ الخَلائِقِ يَقومُ ذلكَ المَقامَ غَيْري".
"فأُكْسَى حُلَّةً من حُلَلِ الجَنَّة"، (الحُلَل): جمع حُلَّة، وهي إزارٌ ورداء.
قوله:"ثم أقومُ عن يمين العرش ... " إلى آخره، (العَرْشُ): سرير الملك؛ يعني: بعد أن أَشْرُفَ بتلك الحالة الأبدية أقومُ عن يمين العرش، وذلك المقامُ مختصٌّ بي.