و"اللهوات": جمع لهاة، وهي ما في أقصى سقف الفم، كاللثة.
"كان يتبسم"، والتبسُّم دون الضحك.
* * *
٤٥٣٤ - وعَنْ عَائِشَةَ رَضيَ الله عَنْها قَالَتْ: إنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لمْ يكُنْ يَسرُدُ الحَدِيثَ كَسْردِكُمْ، كانَ يُحدَّثُ حَدِيثًا لو عَدَّهُ العَادُّ لأَحصَاهُ.
قوله:"لم يكن يسرد الحديث كسردكم، كان يحدَّث حديثًا لو عدَّه العادُّ لأحصاه" يقال: فلان يسرد الأحاديث سردًا؛ أي: يتابعها، ومثله: يسرد الصيام سردًا؛ أي: يواليه، ذكره في "الغريبين".
أحصى يحصي إحصاء: إذا عدَّ؛ يعني: ما كان أحاديثه - صلى الله عليه وسلم - متتابعة بعضها في أثر بعض، كما هو عادة الناس في التحديث والإخبار، بل كان يفصل بين الكلامين في الإخبار حتى لا يشتبه على المستمع بعض كلامه ببعض؛ يعني: كان يتكلم بكلام مفهوم واضح في غاية الإيضاح والبيان.
قال في "شرح السنة": "ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسرد سردَكم هذا، ولكنه يتكلم بكلام بينه فصلٌ، يحفظه مَن جلس".
هذا دليل على المعنى الذي ذكر، وكان قليل الكلام بحيث لو أراد شخص أن يعدَّ أحاديثه لقدر أن يعدَّها بالسهولة.
* * *
٤٥٣٥ - وسُئِلَتْ عَائِشَةُ رَضيَ الله عَنْها: ما كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصنعُ في بيتهِ؟ قَالَت: كانَ يَكُونُ في مَهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعنِي: خِدمَةَ أَهْلهِ - فإذا حَضرتْ الصَّلاةُ خرجَ إلى الصَّلاة.