للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "ولا يرى شيئًا" يجوز أن يريد به: ولا يرى شيئًا آخر سواه، أو: لا يرى شيئًا يعتدُّ به (١)، إذ في النظر إلى الضوء فقط لا فائدة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيه.

وحاصل الحديث: أن الملك إذا نزل على نبي كان معه ضوء الملائكة، فينفر الطبع البشري منه، حتى يكاد يغشى عليه.

ولهذا كان يصيبه عند بُرَحاء الوحي أشباه ذلك، فيصير كأنه مغشيٌّ عليه، فاستؤنس أولًا بالضوء المجرد، ثم بعد ذلك غشيه الملك، هذا سر الحديث.

ويجوز أن يريد بالضوء: انشراح صدره قبل نزول الوحي، فسمَّى الانشراح في الصدر ضوءًا؛ ولمَّا تكمَّل انشراح صدره، ووصل العمر إلى الأربعين، وانتهى سن الشباب، وتكمَّل الحِلْم، استعد أن يكون واسطةً بين الله سبحانه وبين خلقه.

* * *

٤٥٥٥ - وعَنِ الزُّبَيْرِ بن عَدِيًّ - رضي الله عنه -، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قُبضَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ ابن ثلاثٍ وسِتَّينَ، وأبو بَكْرٍ وهوَ ابن ثلاثٍ وسِتَّينَ، وعُمَرُ وهوَ ابن ثلاثٍ وسِتِّين وقَالَ مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعيل: ثَلاثٍ وسِتَّينَ أكثرُ.

قوله: "قال محمد بن إسماعيل: ثلاث وستين أكثر" المراد به: البخاري صاحب "الصحيح".

* * *

٤٥٥٦ - عَنْ عَائِشَةَ رَضيَ الله عَنْها قَالَتْ: أَوَّلُ ما بُدِئَ بهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، فكَانَ لا يَرَى رُؤْيا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثمَّ حُببَ إليهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلو بِغَارِ حِراءٍ فيَتحَنَّثُ فيهِ - وهو التَّعبُّدُ -


(١) في "ق": "بعيدًا" مكان: "يعتد به".

<<  <  ج: ص:  >  >>