"ترتحل"؛ أي: تذهب وتمشي. "الحِيرة" بكسر الحاء: مدينة بقرب الكوفة.
"الكنوز": جمع، وهو جمع كنز، وهو المال المدفون، وقد كنَزْتُه أَكْنِزُه.
و"كسرى": لقب ملوك الفرس - بفتح الكاف وكسرها -، وهو معرَّبُ خسرو. "ترجم" كلامه: إذا فسره بلسان آخر، ومنه: التَّرْجُمان، على وزن الزَّعْفَران، ويجوز بضم التاء وفتح الجيم (١) وبضَمهما.
قال عدي: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه رجل شاكيًا الفقر، وآخر شاكيًا قطع الطريق، فقال لي: يا عدي! إن طال عمرك ترى أمن الطريق، بحيث تذهب المرأة من الحيرة إلى مكة قاصدةً إلى البيت، آمنةً غير خائفة سوى الله تعالى، وترى الغنى والسعة بين الناس، بحيث لا يوجد فقير يقبل شيئًا من الأغنياء، ولتفتحن كنوز كسرى.
ثم قال عدي: ظهر صدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأيت المرأة من الحيرة إلى مكة، كما ذكر - صلى الله عليه وسلم -، وكنت مع من فتح كنوز كسرى بن هرمز، وقال: وقد بقي الثالث وهو السعة والغنى بين الناس، فمن طال به العمر منكم وجد ذلك.
قوله:"اتقوا النار ولو بشق تمرة" تحريض على التصدُّق بالأموال على المساكين، والاجتناب عما لا يحل له أخذه.
* * *
٤٥٧٢ - وقَالَ أبو هُريْرَةَ - رضي الله عنه -: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَهلِكُ كِسْرَى ثُمَّ لا كسْرَى بَعْدَهُ، وقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ ثمَّ لا يكونُ قَيْصَرُ بعدَهُ، ولَتُنْفِقُنَّ كُنوزَهُما في سَبيلِ الله".
(١) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: بفتح التاء وضم الجيم.