والمقصود منهما: البعض مطلقًا لا على التساوي، فإذا كان كذلك فمعناه: قد أعطي يوسف بعض الحُسْنِ.
قال الإمام أرشد الدين الفيروزاني في "شرحه": ويحتمل أن المراد: أنَّ الحُسْنَ شطرُهُ للرجال، وشطرُهُ للنساء، فقد يُوْصَفُ الرجل بالحُسْنِ من حيث لا تُوصف المرأة به، وكذلك تُوصَفُ المرأةُ بالجَمَال بما لا يُوْصَفُ به الرجال، فإعطاؤه شَطْرَ الحُسْنِ كونه أَحْسَنَ من جميع الرجال، وإن لم يكن أحسنَ من جميع الخلق رجالهم ونسائهم.
قوله:"فلما غَشِيَها من أَمْرِ الله ما غَشِيَهَا تغيَّرت": (غَشِيَهُ غِشْيَانًا): جَاءَهُ، الضمير في (غشيها) عائدٌ إلى (السِّدرة)؛ يعني: فلمَّا اختصَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عند السدرة بعميم القُرُبَاتِ وعظيم الكَرَامات، غَشِيَ السِّدرةَ أنواعُ الألطافِ الإلهية، وفاضَ عليها ما لا يقدرُ أن يصفها الواصفون، تشريفًا لحبيبه - صلى الله عليه وسلم -، فلما غشيها تغيَّرَتْ السِّدرة من ذلك.
قوله {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}[النجم: ١٠] قيل: أوحى الله إلى عبده ورسوله ما أوحى.
وقيل: أوحى جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أوحى الله سبحانه إليه, ولا يُعرف مقدار ما أوحى إليه حملة العرش في ليلة المعراج.
فما ذكره القصَّاص في الوحي، وقيدوه بأنه تعالى أوحى إليه كذا وكذا وحيًا، وأمره بأن يبلغ أمته بعضَ ما أوحي إليه، وأن لا يبلغهم بعضًا، غير مُلْتَفَتٍ إليه.