للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والسُّدس والرُّبع، فمنهم من يقول: سَبيع وسَدِيس ورَبيع. قال أبو عبيد: ولم نسمع أحدًا يقول في الثُّلث شيئًا من ذلك.

ومعنى الحديث: أن جَهْدَ المُقِلِّ منهم واليسير من النفقة - مع ما كانوا فيه من شدة العيش والصَّبر - أفضلُ عند الله من الكثير الذي يُنفقه مَنْ بعدَهم.

الضمير في "نصيفه" عائد إلى أحدهم، لا إلى المُد.

وتحقيق المعنى - والله أعلم -: أنَّ فضيلةَ الصحابة - رضوان الله عليهم - إنما كانت لصحبة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأنهم أدركوا زمانَ الوحي، فلو عُمِّر أحدٌ منا ألفَ سنة مثلاً، وامتثل أوامرَه سبحانه، وانزجر عن نواهيه مدةَ عُمُرِه، بل كان أعبدَ الناسِ في وقته، لما يوازي جميعُ عبادته ساعةً من صحبته - صلى الله عليه وسلم -، فإذا كان كذلك ففضيلتهم لا يوازى بها البتة.

* * *

٤٧٠٠ - عَنْ أَبي بُرْدَة - رضي الله عنه -، عَنْ أَبيْهِ: قَالَ: رَفَعَ - يعني: النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأسَهُ إلى السَّماءِ، وكَانَ كثيرًا مَا يَرفعُ رَأسَه إلى السَّماءِ فقالَ: "النجومُ أَمَنَةٌ للسَّماءِ، فإذا ذهبَتِ النَّجومُ أتى السَّماءَ ما تُوعَدُ، وأنا أَمَنَةٌ لأصَحَابي، فإذا ذهبْتُ أَتَى أَصحَابي مَا يُوعَدُونَ، وأَصْحَابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي، فإذا ذَهبَ أَصْحَابي أتى أُمَّتي ما يُوعَدُون".

قوله: "أنا أَمَنةٌ لأصحابي"، (الأمنة): الأمان والرحمة، يقال: رجل أُمَنَة وأَمَنَة - بالفتح والضم -: إذا كان يثق (١) بكلِّ أحد.

* * *


(١) في "م" و"ق": "لم يثق" بدل "كان يثق"، والتصويب من "الصحاح" للجوهري (٥/ ٢٠٧١)، (مادة: أمن).

<<  <  ج: ص:  >  >>