٤٧٦٧ - عن زيدِ بن أَرْقَمَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"مَن كنتُ مَوْلاهُ فعليٌّ مَوْلاهُ".
قوله:"مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه"، قال الحافظ أبو موسى: أي: مَنْ كنت أتولاه فعليٌّ يتولَّاه؛ يعني: مَنْ كنت أُحِبُّه فعليٌّ - رضي الله عنه - يحبُّه، وقيل: من كان يتولاني فعليٌّ يتولاه.
وقيل: سبب ذلك: أن أسامةَ بن زيد قال لعليٍّ - رضي الله عنه -: لستَ مولاي، إنما مولايَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه".
وروي عن الشافعي - رضي الله عنه - أنه قال: أراد بذلك وَلاءَ الإسلام، قال الله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا}[محمد: ١١]؛ أي: وليُّهم وناصِرُهم، فعلى القولِ الأخير معناه: أنَّ ولاء الإسلام يشتمل على الذي يشتمل كل مسلم من مُراعاة حرمة الإسلام في صَون النفس والمال والسلامة في الآخرة.
وقيل: قد ثبت أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلِي الإجابة، إذا دعا أن يُجاب، وقد كان علي - رضي الله عنه - وليَّ الدعوة بما بعثه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر حين جعله أميرَ الحجِّ بالناس، فبعث عليًا ليقرأ على الناس سورةَ براءة، وأن يبلِّغَهم حكمَ الله ورسولِه، فقال أبو بكرِ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لِمَ تبعثُ عليًا؟ فقال:"لا يُبلِّغ عني إلا رجلٌ مني"، فحينئذ علي ولي الدعوة إلى الحق، فيجوز له أن يدعو الناس إلى الله سبحانه نيابة عنه - صلى الله عليه وسلم -، ويجوز لجميع الأمة أن يجيبوا دعوتَه اتِّباعًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا عرفتَ ذلك فاعرف أنَّ مَنْ وافقه وافقَ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم -، ومن خالفه فقد خالفَه - صلى الله عليه وسلم -.
وفي الحديث الذي بعده دليلٌ على فضيلة عظيمةٍ لعليٍّ - رضي الله عنه -.
* * *
٤٧٧٣ - عن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: دَعَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلِيًا يَوْمَ الطَّائِف فانتَجَاهُ، فقالَ النَّاسُ: لقد طالَ نَجْوَاهُ مع ابن عَمِّه، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما انتَجَيْتُهُ،