قوله:"الحسنُ والحسين سَيدا شبابِ أهلِ الجنّة"، (الشباب) جمع شاب؛ يعني: هما أفضل مَنْ مات شابًا في سبيل الله من أصحاب الجنة، بل هما أفضل أصحاب الجنة شبابهم وشيوخِهم سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين، كيف لا، وهما جُزْءا فاطمة، وهي جزءُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.
قيل: ولم يُرِد بالشباب سِنَّ الشباب؛ لأنهما ماتا وقد اكْتَهلا، بل ما يفعل الشاب من المروءة، كما تقول فلان فتيٌّ، وإن كان شيخًا، تشير إلى مروءته، ولو قيل: إن أهل الجنة ليس فيهم كهول ولا مشايخ ولا صبيان، بل كمال العمر وهو الشباب، فحينئذ يُحشران شابين، فاشتد التفضيل حينئذٍ لتساوي الأسنان هناك؛ أي: سكان أهل الجنة أسنانهم متساوية، فتصح هذه الإضافة لتساوي الفاضل والمفضول في السن، والخلفاء الراشدون وإن حُشروا شبانًا وهم أفضل منهما.
فحاصل الحديث: أنه يجوز أن يريد به الشبابَ والكُهول كما ذكر، أو يريد أرباب الفضائل من أهل الجنة، أو يريد أفضلَ السُّكَّان هناك، ما خلا كذا وكذا، واستوى عُمُرُ السكانِ هناك.
* * *
٤٨٣٠ - عن سَلْمى قالت: دخلتُ على أُمِّ سَلَمَةَ وهي تبكي، فقلتُ: ما يُبكيكِ؟ قالت: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، تعني في المنامِ، وعلى رَأْسِه ولحيتِهِ التُّرابُ، فقلتُ: ما لكَ يا رسولَ الله؟ قال:"شَهِدْتُ قتلَ الحُسَينِ آنِفًا"، غريب.
قوله:"شهدت قتل الحسين آنفًا"؛ أي: حضرتُ قتلَه الآن.