قوله:"أنزل القرآن على سبعة أحرف"، (الأحرف): جمع حرف، والحرف ها هنا القراءة؛ أي: على سبعة قراءات، والقراءات: لغات العرب.
أمر الله نبيه أن يقرأ بجميع لغاتهم؛ ليتيسر على كل قبيلة القراءة بلغتها، وهذا رحمة من الله على عباده؛ لأنه لو أمر قبيلة أن تقرأ بلغة غيرها يلحقها مشقة بذلك، وربما لا يتيسر لها نحو: الإدغام والإظهار، وهمز المهموز وتليينه، والإمالة والتفخيم، وغير ذلك، وإبدال الحرف وترك إبدالها كقوله تعالى:{وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}[المرسلات: ١١] بالهمزة، وأصله:(وقتت) بالواو.
والحذفُ والزيادةُ كقوله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ} [قريش: ١ - ٢] بحذف الياء بعد الهمزة في الكلمتين وإثباتهما.
وتحريكُ الحرف بالضم والكسر كقوله تعالى:{قُلِ انْظُرُوا}[يونس: ١٠١] بتحريك اللام إلى الضم، والكسر وتلوين الخطاب كـ (يعلمون) و (تعلمون) بالياء والتاء و (نرتع) و (نلعب) والياء فيهما، وغير ذلك مما ذُكِرَ مفصَّلًا في كتب القراءات وكل واحدةٍ من هذه القراءات لغةُ قومٍ من العرب كقريش وثقيف وطيِّئ وهوازن، وأهل اليمن، والمدينة، وجهينة.
وقولنا:"سبع قراءات": ليس معناه: أنه في كل لفظ سبعُ قراءات، بل أكثر ألفاظ القرآن لا خلافَ فيه، والذي فيه تجوز القراءة قد يكون فيه قراءتان نحو:{يَعلَمُونَ} بالياء والتاء.
وقد تكون ثلاث قراءات نحوَ:{الصِّرَاطَ} بالصاد والسين الخالصتين، وبين الصاد والسين.