قوله:"فمن استطاع منكم أن يطيل غُرَّتَهُ"، (الغُرَّةُ): بياضُ الوجه، و (التَّحْجِيلُ): بياضُ الرِّجْلِ واليد، وتقديرُه: أنَّ يُطيلَ غُرَّتَه وتَحجيلَه فليفعل، ولكن تَرَكَ ذِكْرَ التَّحْجيل؛ لأنه لمَّا ذَكَرَ (غُرًا محجَّلين) قبل هذا عُلِمَ أنه يريد ها هنا الغُرَّةَ والتحجيلَ كليهما.
وإطالة الغُرَّةِ: أن يوصل ماءَ الوضوء في وجهه إلى أكثرَ من محلِّ الفرض، وإطالة التحجيل: أن يوصلَ ماءَ الوضوء في غسل اليدين والرجلين إلى أكثرَ من محلِّ الفرض.
* * *
١٩٨ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ حيثُ يبلُغُ الوَضُوءُ"، رواهما أبو هريرة - رضي الله عنه -.
قوله:"تبليغ الحِلْيَة"، (الحلية): الزينةُ.
"الوَضُوء" بفتح الواو، وذكر معناه، يعني: إلى حيث يبلغ ماء الوضوء من الأعضاء يُجعل فيه النورُ والسِّوَار والخَلْخَالُ في الجنة.
* * *
من الحسان:
٢٠٠ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَقِيمُوا ولَنْ تُحْصُوا، واعْلَمُوا أنَّ خيرَ أعمالِكُمُ الصَّلاةُ، ولا يُحافِظُ على الوُضُوءِ إلَّا مُؤْمِنٌ"، رواه ثَوبان - رضي الله عنه -.
قوله:"استقيموا"، أي: الزموا الطريقَ المستقيمَ في الدِّين، والإتيان بجميع المأمورات، والانتهاء عن جميع المناهي، من الاستقامة.
قوله:"ولن تُحْصُوا"، أحصى: إذا طاق أمرًا وعدَّ شيئًا، يعني: استقيموا،