للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "باب سنن الوضوء"، ليس مرادُه بسنن الوضوء ذِكْرَ السُّنَنِ في هذا الباب دون الفرائض، بل يذكر السُّنَنَ والفرائض جميعًا في هذا الباب، وإنما مراده: بيانُ أفعال رسول الله - عليه السلام - في الوضوء من الفرائض والسنن.

ويقال لأفعال رسول الله وأقوالهِ: سُننٌ، فرضًا كان أو سنة، وقولهم: جاء في السنة كذا؛ أي: في الحديث كذا.

"فلا يَغْمِسْ"، أي: فلا يُدْخِلْ يده في ماء الإناء، وهذا نهيُ تنزيهٍ لا نهيُ تحريم، بل لو أدخلَ يدَه في الإناء ولم يتيقَّنْ نجاسةَ يدِه لا يصير الماء نَجِسًا.

قوله: "لا يدري أين باتت يده؟ "، باتَ الرجلُ: إذا أقام في الليل بمكانٍ، أو فعل فِعلًا في الليل، يعني: لا يدري أين وصلت يده؟ لعلَّ يدَه وصلتْ إلى نجاسةٍ وهو نائم أو يقظانْ، ولكن يَنْسَى ذلك إذا انتبهَ من النوم، مثل أن يقتُلَ الرجلُ بُرْغُوثًا أو قَمْلًا بيده، أو مسَّ رَأْسَ ذَكَرِه، وكان رَأْسُ ذَكَرِه نَجِسًا بخروج مَذْيٍ، أو استنجى بالحَجَر، وعَرِقَ ووصَلَتْ يدُه إلى رأس ذَكَرِه أو دُبُرِه في حال الرطوبة.

* * *

٢٦٦ - وقال: "إذا استيقظَ أحدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فتوضَّأَ فلْيَسْتَنْثِر ثلاثًا، فإنَّ الشيطانَ يَبيتُ على خَيْشومِه"، رواه أبو هريرة.

قوله: "فليستنثر"، أي: فليغسِلْ داخلَ أنفه.

"فإن الشيطان يبيت على خيشومه"، (الخيشوم): باطنُ الأنفِ، يعني: إذا كان الرجلُ يقظانَ يوسوسه الشيطانُ، ويأمره بالسوء من كلِّ طريق، ويوقعُ في قلبه الوَسْوَسة، فإذا نام الرجلُ عَلِمَ الشيطانُ أنه لا يمكنه وسوسةٌ؛ لأنه زالَ بالنوم إحساسُه، ورُفِعَ عنه بالنوم قَلَمُ التكليف، فيبيت الشيطان في داخل أنفه؛

<<  <  ج: ص:  >  >>