فلعلَّ المصنف - رحمه الله - لم يشعرْ كونَه في صحيح مسلم، ووجده في "صحيح الترمذي" فجعله من الحِسَان.
واعلم أن عبد الله بن زيد حيث أتى ذكرُه في كتاب "المصابيح" فهو: عبد الله بن زيد بن عاصم، إلا في (حديث الأذان)؛ فإنه عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الخَزْرَجِي.
* * *
٢٨٦ - عن أبي أُمامة، ذكرَ وُضوءَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحُ المَأْقَيْن، قال: وقال: "الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأسِ"، وقيل: هذا من قول أبي أُمامة.
قوله:"يمسح المَأْقَيْنِ"، (المَأْقُ): طَرَفُ العَيْنِ من جانب الأيمن، يعني: ذكرَ صفة وضوء رسول الله عليه السلام، وذكرَ من جملتها أنه - عليه السلام - يمسَحُ المَأْقين؛ أي: ينقِّيهما ويغسِلُها من الغَمَص، وهو قُبْح العين.
قوله:"قال: الأذنان من الرأس"، يعني: قال أبو أُمَامة: إن رسول الله - عليه السلام - قال:"الأذنان من الرأس"، يعني: يجوز مسحُ الأذنين مع مسح الرأس بماءٍ واحد، وهو مذهبُ أبي حنيفة ومالك وأحمد - رضي الله عنهم -.
وقال الشافعي: تُمسَحُ الأذنان بماء جديد، لا بالماء الذي مُسِحَ به الرأسُ.
* * *
٢٨٧ - وعن عمْرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جده: أنَّ أعرابيًّا سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الوُضُوءِ، فأَراهُ ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال:"هكذا الوُضُوءُ، فمنْ زادَ على هذا فقدْ أَساءَ وتعدَّى وظلَمَ".