رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا قضى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلاةَ قامَ الرجُلُ، فقال: يا رسولَ الله! إنِّي أصَبْتُ حدًّا فأقِمْ فيَّ كتابَ الله، قال:"أليسَ قَدْ صلَّيْتَ معنا؟ "، قال: نعم، قال:"فإنَّ الله قَدْ غَفَرَ لكَ ذنبَكَ أو حدَّكَ".
قوله:"أصبت حدًا"؛ أي: فعلتُ شيئًا يوجب الحد.
"قال"؛ أي: قال الراوي: "ولم يسأله"؛ أي: ولم يسأل النبيُّ - عليه السلام - ذلك الرجل "عنه"؛ أي: عن ذلك الذنب.
قوله عليه السلام:"إن الله قد غفر لك ذنبك، أو حدك" شكَّ الراوي في أن رسول الله - عليه السلام - قال:(ذنبك) أو (حدك).
اعلم أن رسول الله - عليه السلام - لم يسأله عن ذنبه: أيَّ شيء كان؟ وقال:(فإن الله قد غفر لك ذنبك)، وإنما لم يسأله؛ لأنه - عليه السلام - عرف ذنبه وغفرانه بطريق الوحي، فإن كان ذنبه صغيرًا يكون هذا الحكم عامًا في جميع المسلمين - أعني: أن أداء الصلوات يكفِّر الذنب الصغير - وإن كان ذنبه كبيرًا يكون غفران ذنبه بأداء الصلاة حُكمًا مختصًا به؛ لأن النبي - عليه السلام - قال في الحديث الأول من هذا الباب:"إذا اجتنبت الكبائر".
* * *
٣٩٦ - وقال عبد الله بن مَسْعود - رضي الله عنه -: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى الله؟ قال:"الصَّلاةُ لوقتِها"، قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال:"برُّ الوالِدَيْنِ"، قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال:"الجهادُ في سبيلِ الله"، قال: حدَّثَني بهنَّ، ولو استَزَدْتُهُ لزادَني.
قوله:"أيُّ الأعمال أحب ... " إلى آخره.
هذا الحديث معناه ظاهرٌ، والمشكِلُ أنه قال ها هنا: "أحب الأعمال