"الغلس": اختلاط بياض الصبح بظلمة الليل، و (الغلس): الظلمةُ أيضًا؛ يعني: يصلي الصبح في أول الوقت.
* * *
٤٠٧ - قال أنس - رضي الله عنه -: كُنَّا إذا صلَّيْنا خلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بالظَّهائرِ سجَدْنا على ثِيابنا اتِّقاءَ الحرِّ.
قوله:"بالظهائر"، (الظهائر): جمع ظهيرة، وهي نصف النهار، وأراد بها الظهر، والباء في (بالظهائر) زائدة، وجَمَعَ الظهائر؛ لأنه أراد: ظهرَ كلِّ يوم، لا ظهر يومٍ واحد.
"سجدنا على ثيابنا"؛ أي: سجدنا على ثيابنا المنفصلة منَّا، لا ثيابنا التي لبسناها، هذا عند الشافعي، فإنه لا يجوِّز السجودَ على العمامة والكم وغيرهما مما كان الرجل لابسه من الثياب.
وعند أبي حنيفة: يجوز أن يسجد المصلي على العمامة وكمِّ القميص وغيرهما من الثياب المتصلة به.
قوله:"اتقاء الحر"، (الاتقاء): الاحتراز والحذر؛ أي: نسجد على ثيابنا من خوف أنَّا لو نسجد على الأرض تحترق جباهنا من غاية الحرارة.
يعني: كنَّا نصلي الظهر في أول الوقت.
* * *
٤٠٨ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اشتدَّ الحرُّ فأَبرِدُوا بالصَّلاة"، وفي رواية:"بالظُّهرِ، فإنَّ شِدَّةَ الحرِّ مِنْ فَيْحِ جهنَّمَ".
قوله:"فأبردوا بالصلاة"؛ أي: بصلاة الظهر "فإن شدة الحرِّ من فيح