٤٣٣ - وقال:"يَتَعاقَبُونَ فيكُمْ ملائكَةٌ باللَّيْلِ وملائكَةٌ بالنَّهارِ، ويَجْتمِعُونَ في صَلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ العَصْرِ، ثمَّ يَعْرُجُ الذينَ باتُوا فيكُمْ فَيسأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وهو أعلمُ بهم: كيفَ تَركتُمْ عِبادي؟ فيقولونَ: تركناهُمْ وهم يُصلُّونَ، وأتَيْنَاهُم وهم يُصلُّونَ"، رواه أبو هريرة.
قوله:"يتعاقبون"، (التعاقب): أن يجيء أحدٌ على عقيب أحد، وحقُّه أن يقول: يتعاقب؛ لأن الملائكة فاعلة، وإذا كان الفاعل ظاهرًا لا يؤتى في الفعل بألف التثنية وواو الجمع، يقال: جاء زيدٌ، وجاء الزيدان، وجاء الزيدون، وبعض العرب يجوَّز تثنية الضمير وجمعَه في الفعل مع كون الفاعل مُظْهَرًا.
وأراد بقوله:"ملائكة" هنا: الملائكة الذين يكتبون أعمال العباد. "ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر"؛ يعني: يكتب (١) الملائكة الذين يكونون مع الناس في الليل حتى يجيء الملائكة الذين يكونون معهم في النهار؛ أي: في النهار عند صلاة الصبح، فإذا جاء الذين يكونون معهم في النهار وقتَ صلاة الصبح يعرج الذين كانوا معهم في الليل، وإذا كان وقت العصر يجيء الذين يكونون معهم في الليل ويعرج الذين جاؤوا وقت الصبح.
والمراد بهذا الحديث تحريض الناس على المواظبة على هاتين الصلاتين.
قولهم:"تركناهم وهم يصلون"؛ أي: تركناهم في هذه الساعة وهم يصلون الصبح.
"وأتيناهم"؛ أي: لمَّا نزلنا بهم كانوا يصلُّون العصر.