٤٤٤ - قال أبو مَحْذُورة: ألْقَى عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - التَّأذينَ هو بنفْسِهِ، فقال:"قل: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا رسول الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله"، ثمَّ قال:"ارجعْ فمُدَّ مِنْ صَوْتكَ: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أن مُحَمَّدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ مُحمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاةِ، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفَلاح، حيَّ على الفَلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إلهَ إلَاّ الله".
قوله:"ألقى علي"؛ أي: لقَّنني كلَّ كلمةٍ من هذه الكلمات بنفسه.
قوله:"ثم [قال]: ارجع فمد من صوتك"، يعني: قل أولًا: أشهد أن لا إله إلا الله، مرتين، وأشهد أن محمدًا رسول الله، مرتين، في السرِّ من غير جهرٍ، ثم ارفع صوتك وقل كلَّ واحدة من هاتين الكلمتين مرتين.
ويسمَّى رفعُ الصوت بالمرتين اللتين يَرفعُ بها صوته: ترجيعًا، ولا ترجيعَ في كلمات الأذان إلا في كلمتي الشهادة؛ لأن الترجيع هو رفعُ الصوت بكلمتي الشهادة بعد قوله في السر مرتين، والتلفُّظ في السرِّ ليس في كلمةِ من كلمات الأذان سوى الشهادتين.
والترجيع سنةٌ عند الشافعي، وعند أبي حنيفة ليس بسنة؛ يعني: لا يقول كلمتي الشهادة في السرِّ، كسائر كلمات الأذان.
معنى "حي" بفتح الياء: عجِّل، وهذا أمر مخاطب، يقال للواحد والأكثر هكذا، فلا يغيَّر عن هذا اللفظ.
"الفلاح": الخلاص من كلِّ مكروهٍ، والظفر بكلِّ مراد.
و"أبو محذورة" وبلال كانا مؤذني رسول الله عليه السلام، [وأبو محذورة] جُمحيٌّ قُرَشيٌّ اختلف في اسمه، الأصح أنه سمرة بن مِعْيَر بن لَوْذان بن ربيعة،