للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٢ - عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نُودِيَ للصَّلاةِ أَدبَرَ الشَّيطانُ لهُ ضُراطٌ حتَّى لا يَسمعَ التَأْذِينَ، فإذا قُضى النِّداءُ أقبلَ، حتَّى إذا ثُوُّبَ بالصَّلاةِ أدبرَ، حتَّى إذا قُضي التثويبُ أقبلَ حتَّى يَخطرَ بينَ المَرءِ ونفسِهِ، يقول: اذكُرْ كذا، واذكُرْ كذا لِمَا لمْ يكُنْ يَذْكُرُ حتَّى يظلَّ الرجلُ لا يَدري كَمْ صَلَّى".

قوله: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان"؛ يعني: الشيطانُ وأصحابه يدخلون المساجد ويوسوسون للمصلَّين ويُشَوَّشون عليهم قلوبهم، حتى لا يكونَ لهم حضورٌ في الصلاة، فإذا أذَّن المؤذَّن فرَّ الشيطان، ويبعد بحيث لا يسمع الأذان.

قوله: "له ضراط"، (الضراط): ريحٌ أسفل الإنسان وغيرِه إذا كان له صوت، والحمارُ إذا كان حملُه ثقيلًا (١) أو يعدو، يخرج منه الضراط من ثقل حمله، فكذلك الشيطان يخرج منه الضراط لثقل الأذان عليه.

ويحتمل أن يكون خروج الضراط منه مَثَلًا، وليس المراد منه الحقيقةَ؛ يعني: يَثْقُلُ عليه سماعُ الأذان كما يثقل الحملُ على الحمار حتى يخرج منه الضراط.

قوله: "فإذا قضى النداء أقبل"؛ يعني: فإذا فرغ المؤذَّن من الأذان أقبل الشيطان ودخل المسجد.

قوله: "حتى إذا ثوَّب بالصلاة أدبر"، (ثوب)؛ أي: أُقيم، و (التثويب): الإقامة، و (التثويب) أيضًا: الإعلام، سمَّيت الإقامة تثويبًا؛ لأنها إعلامٌ بوقت الشروع في الصلاة.

ويحتمل أن تسمَّى الإقامة تثويبًا لأن التثويب يجيءُ أيضًا بمعنى الدعاء مرةً بعد أخرى.


(١) في "ش": "له حمل ثقيل".

<<  <  ج: ص:  >  >>