قوله:"فأرشدَ الله الأئمة"؛ يعني: رزقهم الصواب، وحفظهم عن الخطأ فيما عليهم من أحكام الصلاة.
قوله:"وغفر للمؤذنين": يحتمل أن يكون هذا دعاءٌ من رسول الله - عليه السلام - للمؤذنين على ما صدر منهم في تقدُّمِ الأذان عن الوقت أو تأخره عنه من السهو والخطأ.
ويحتمل أن يكون هذا دعاءٌ لا من صدور سهو، بل مجازاة لهم عن إحسانهم إلى الناس بإعلامهم إياهم أوقات الصلاة.
وقال الخطابي رحمة الله عليه: في هذا الحديث دليلٌ على استحباب التولي للأذان، وكراهية التولي للإمامة؛ لأنه قال عليه السلام:"أرشدَ الله الأئمة"، والدعاءُ بالرشاد إنما يكون في فعلٍ فيه خطرٌ.
التولي: القيام على الشيء.
* * *
٤٦١ - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَذَّنَ سَبْعَ سِنينَ مُحتسِبًا كُتِبَ له بَراءَةٌ مِنَ النَّار".
قوله:"محتسبًا"، (الاحتساب): طمع الثواب من الله تعالى دون غيره، (محتسبًا)؛ أي: طالبًا لثواب الله، ولم يطلب أجرة.
"براءة من النار"؛ أي: خلاص من النار.
* * *
٤٦٢ - وقال:"يَعجَبُ ربُّكَ مِنْ راعي غَنَمٍ في رأْسِ شَظِيَّةِ للجبَل يُؤَذِّنُ بالصَّلاةِ، ويُصلَّي، فيقولُ الله تعالى: انظُروا إلى عَبْدي هذا، يُؤَذَّن ويُقيمُ الصَّلاة، يخافُ منَّي، قدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، وأدخلْتُهُ الجنَّةَ"، رواه عُقبة بن عامر - رضي الله عنه -.