إذا ذكرَها، فإنَّ الله تعالى قال:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}".
قوله: "قفل"؛ أي: رجع من غزو خيبر إلى المدينة.
"الكرى": النوم، و"عرَّس تعريسًا": إذا نزل في آخر الليل للاستراحة.
"ضربتهم"؛ أي: وقع حرُّ الشمس عليهم.
"فقال: اقتادوا"؛ أي: قال لهم رسول الله عليه السلام: اقتادوا؛ أي: اطردوا وسوقوا رواحلَكُم من هذا الموضع إلى موضع آخر، "فاقتادوا رواحلهم شيئًا"؛ أي: اذهبوا من ثَمَّ مسافة قليلة.
قيل: إنما لم يقضِ رسولُ الله - عليه السلام - في الموضع الذي استيقظَ فيه؛ لأنه موضعٌ غلب عليهم الشيطانُ فيه، فساروا إلى موضع آخر.
وقيل: إنما لم يصلوا ثَمَّ، بل أخَّروا الصلاة؛ لترتفع الشمس؛ ليخرج وقتُ الكراهية، وهذا عند أبي حنيفة؛ لأنه يكره الصلاة عند طلوع الشمس والاستواء وعند الغروب، سواء كان للصلاة سببٌ أو لم يكن.
وعند الشافعي: لا يكره إذا كان لها سببٌ، كالفائتة وغيرها.
قوله: "فأقام الصلاة" ذكر في هذا الحديث الإقامة للفائتة، ولم يذكر الأذان؛ فعند أبي حنيفة: يؤذن ويقيم للفائتة، وعند الشافعي قولان: الأظهر: أنه يقيم ولا يؤذن.
قوله تعالى: " {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه: ١٤]": ذكر شرحه في الحديث الذي قبل حِسَانِ (باب تعجيل الصلاة).
* * *
٤٧٧ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ فلا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوها تَمشُون، وعلَيْكُمُ السَّكينَة، فما أدْرَكْتُمْ فصَلُّوا،