٥٥٨ - وقال نافع: كانَ ابن عُمَر إذا دخلَ الصَّلاة كبَّرَ ورفعَ يدَيْهِ، وإذا ركعَ رفعَ يدَيْهِ، وإذا قالَ سَمعَ الله لمنْ حَمِدَهُ رفعَ يدَيْهِ، وإذا قامَ مِنَ الرَّكعتَيْنِ رفعَ يدَيْهِ، ورفعَ ذلك ابن عمرَ إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله:"وإذا قام من الركعتين"؛ يعني: إذا قام من الركعة الثانية إلى الركعة الثالثة رفع يديه، ورفع اليدين في هذا الموضع ليس في مذهب الشافعي، بل مذهبُ الشافعي أن يرفعَ المصلي يديه عند تكبيرة الإحرام، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.
وعند أبي حنيفةَ لا يرفعُ المصلي يديه إلا عند تكبيرة الإحرام.
قوله:"ورفع ذلك ابن عمرَ إلى نبي الله عليه السلام"؛ يعني: يقول ابن عمر: فعل النبي هكذا (١).
* * *
٥٥٩ - وروى مالك بن الحُوَيْرِث: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفعَ اليَدَيْنِ إذا كبَّرَ، وإذا ركعَ، وإذا رفَعَ رأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وقال: حتى يُحاذي بهِما أُذُنَيْهِ.
وفي روايةٍ:"إلى فُروعَ أُذُنَيْهِ".
(١) جاء على هامش "ش": "قوله: إذا دخل الصلاة كبر ورفع يديه ... " إلى آخره، قيل: الحكمة في رفع اليدين إعظامًا لله تعالى واتباعًا لرسوله، وقيل: هو استكانة واستسلام وانقياد، وكان الأسير إذا غُلب مَدَّ يديه إعلامًا للاستسلام، وقيل: إشارة إلى استعظامه ما دخل فيه، وقيل: إشارة إلى طرح أمور الدنيا والإقبال بكليته على صلاته ومناجاته ربه، وكما تضمَّن ذلك قوله: الله أكبر؛ ليتطابق قوله وفعله، وقيل: إشارة إلى دخول الصلاة، وهو يختص بالرفع عند الإحرام، وقيل غير ذلك، وفي أكثرها نظر. "شرح مسلم".